]size=18]هي ذي الأرض لم تفسح لي إلا موطئ قدم ، وبقي لي الخيار أن أتقاسمه مع ضيوفي الغوالي ...
هي ذي الحياة لم ترضى لي إلا الضياع بحثا عن حقائق توّهتها ... وبعثرتها .... ولوّنتها ... و فككتها ... وأمرتني بمودة أن أعيد صياغتها باحتراف ...
هو ذا الكون يزداد اتساعا ليكرّس تقزّمي الأزلي أمام عناده الدائم في الاتساع اللامتناهي ...
هي ذي الحضارات تقفل مليونها المجهول ترتيبا ... وتقفل في وجهي معرفة أسرار خلود مؤسسيها في ذاكرة تاريخ ينكر عليهم كل شئ .. ولكنه يعجز عن إنكار خلود آثارهم ..
أنا ياإخوتي : ضيف قد أكون خفيف الزيارة أو متقطع السبيل ..
قذفتني مصادفة عابثة في دروب مظللة وموانئ غير آمنة وزودتني بورقة توت صغيرة متوارثة وأخبرتني بأن هذه الورقة ... ستكون ترسي الأقوى في مواجهة مغبات الأزمنة ...
أعيش اليوم على موطئ قدم كما أسلفت ... وتعودت أن أنظر إليه على أنه مكان فسيح مريح ... لأنه دائما ملاذي الأخير ..
أهوى الاستيقاظ كل يوم ... سابقا على صياح الديك ... واليوم بعد أن لحقت كل الدّيكة بحصان طروادة رضيت أن أصحو على ذكرى صياح ...
كما أهوى النسيج ، فتروني دائما أحاول لملمة خيوط ليست إلا لقى متروكة من عبثيات ومصادفات وأخطاء ووو .... لأصنع منها في النهاية سجادة بقدر موطئ قدمي علّي في ذلك أصنع منه قصرا ربما ، أو أقنع ذاتي بأني انتقلت إلى سكن جديد ...
عملي .... لو سألتموني ماذا أعمل ... فأنا أعمل على صياغة خاتمة جيدة لعلاقتي بسطح الأرض ...
أحلامي .... لم أعد أحلم منذ آخر ذكرى كابوس راودني لظلّ آدمي عنّفني بشدّة ( كان بشعا وغاضبا ) .. لأني فكرت بأن يكون موضوع حلمي توسيع موطئ القدم الذي أعيش فيه...!!! نهرني ... غيرت حلمي وفكرت لو أجد حلولا لرقصات الألم الممتعة لجيراني ( النعيم الذي اعتادوا على تسميته كذلك ) فأنبني ... وبدّلت لأراقص فاتنة رسمتها مخيلتي بعناية مبدع .. ولكنها ما إن أطلت .. حتى اغتالها وأمرني بالسمع والطاعة والعودة لسواء السبيل وووو ..
سألته بعد ألم أن يعتقني فأنا أريد الهروب منه ... أريد راحتي .. أريد أحلاما تؤانسني ..
فأجاب لا مفرّ ... كان هذا مناسبا حين ولدت أيها المعتوه .. ولكني كنت أكبر فيك كل يوم ، كان كل من ساهم بولادتك ويمننك بالحب إلى ما لا نهاية ينسجني بداخلك بعناية .. لقد كبرت فيك مع كل حرف تعلمته وكل همسة سمعتها .. ووو
أنا أبديّ فيك ومنّي لن تفرّ ... [/size]